في سبيل الإصلاح: أمة اقرأ
محمد حسن يوسف
مدير عام - بنك الاستثمار القومي
ماجستير الإدارة والسياسات العامة – الجامعة الأمريكية بالقاهرة
كان أول أمر الهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية نزول الوحي هو: " اقرأ ". وكان ذلك لكي تستشعر الأمة بضرورة القراءة وخطورتها ودورها في تقدمها إذا ما أخذت هذا الأمر مأخذ الجد.
ومن عجب أنني سواء أثناء تعلمي للغة الانجليزية أو دراستي الأكاديمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كان المدرسون الأمريكيون لا يكفون عن حثهم لنا بضرورة القراءة. وكان الكثير منهم دائبي القول: إنه بدون القراءة، فلن نتمكن من تعلم اللغة الإنجليزية أو المواد الدراسية، ومن ثم فإننا بذلك نضيّع أوقاتنا.
وتجد الغرب يعتنون بالقراءة أيما عناية، فهم ينشرون الكتب بكافة الأحجام لتناسب جميع الأوقات التي يمكن القراءة فيها، فالكتب الهامة تصدر بالحجم الكبير المعتاد، وكذلك بحجم الجيب لكي يتمكن الناس من قراءتها أثناء ركوب المواصلات العامة. وقلما تجد شخصا في المواصلات العامة بدون كتاب يحمله في يديه.كما تجد الكتب الكلاسيكية لديهم في عدة طبعات يطلقون عليها simplified and abridged أي مختصرة ومبسطة، لكي يتمكن الجميع - أيا كان مستوى ثقافتهم أو تعليمهم - من قراءتها والنهل من معينها.
ومع دخول الكمبيوتر إلى معترك الحياة، أصبحت الكتب تصدر في طبعات pdf، لكي يتمكن الجميع من قراءتها على أجهزة الكمبيوتر. كما تم ابتكار الجهاز اللوحي I-pad مؤخرا لكي يسهّل على القارئين مهمتهم في أي مكان.
أما بالنسبة لنا، فالأمر جد مختلف. فأمة اقرأ للأسف الشديد لا تقرأ. وإذا قرأت فإنها تهتم بسفاسف الأمور، كمتابعة أخبار الرياضة والفنون وحسب. وقد كان في السابق لهم العذر، إذ كانت أسعار الكتب باهظة الثمن، وخاصة الكتب التراثية، فلم يكن في مقدور أي شخص شرائها أو اقتنائها.
أما الآن، فقد دار الزمن دورته، وأصبحت جميع الكتب في متناول الجميع تنتظر مجرد ضغطة زر على جهاز الكمبيوتر لكي نحصل عليها. فما هي حجتنا الآن؟!
لقد سهلت المهمة تماما عن ذي قبل، وما علينا إلا أن نبدأ بالقراءة. فلن تتقدم أمتنا إلا بالرجوع إلى الأمر الإلهي " اقرأ "، وجعله شعارا لنا في حياتنا. أما بدون ذلك، فسوف نظل أمة جاهلة تتسول العلوم من غيرها من الأمم.
محمد حسن يوسف
مدير عام - بنك الاستثمار القومي
ماجستير الإدارة والسياسات العامة – الجامعة الأمريكية بالقاهرة
كان أول أمر الهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية نزول الوحي هو: " اقرأ ". وكان ذلك لكي تستشعر الأمة بضرورة القراءة وخطورتها ودورها في تقدمها إذا ما أخذت هذا الأمر مأخذ الجد.
ومن عجب أنني سواء أثناء تعلمي للغة الانجليزية أو دراستي الأكاديمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كان المدرسون الأمريكيون لا يكفون عن حثهم لنا بضرورة القراءة. وكان الكثير منهم دائبي القول: إنه بدون القراءة، فلن نتمكن من تعلم اللغة الإنجليزية أو المواد الدراسية، ومن ثم فإننا بذلك نضيّع أوقاتنا.
وتجد الغرب يعتنون بالقراءة أيما عناية، فهم ينشرون الكتب بكافة الأحجام لتناسب جميع الأوقات التي يمكن القراءة فيها، فالكتب الهامة تصدر بالحجم الكبير المعتاد، وكذلك بحجم الجيب لكي يتمكن الناس من قراءتها أثناء ركوب المواصلات العامة. وقلما تجد شخصا في المواصلات العامة بدون كتاب يحمله في يديه.كما تجد الكتب الكلاسيكية لديهم في عدة طبعات يطلقون عليها simplified and abridged أي مختصرة ومبسطة، لكي يتمكن الجميع - أيا كان مستوى ثقافتهم أو تعليمهم - من قراءتها والنهل من معينها.
ومع دخول الكمبيوتر إلى معترك الحياة، أصبحت الكتب تصدر في طبعات pdf، لكي يتمكن الجميع من قراءتها على أجهزة الكمبيوتر. كما تم ابتكار الجهاز اللوحي I-pad مؤخرا لكي يسهّل على القارئين مهمتهم في أي مكان.
أما بالنسبة لنا، فالأمر جد مختلف. فأمة اقرأ للأسف الشديد لا تقرأ. وإذا قرأت فإنها تهتم بسفاسف الأمور، كمتابعة أخبار الرياضة والفنون وحسب. وقد كان في السابق لهم العذر، إذ كانت أسعار الكتب باهظة الثمن، وخاصة الكتب التراثية، فلم يكن في مقدور أي شخص شرائها أو اقتنائها.
أما الآن، فقد دار الزمن دورته، وأصبحت جميع الكتب في متناول الجميع تنتظر مجرد ضغطة زر على جهاز الكمبيوتر لكي نحصل عليها. فما هي حجتنا الآن؟!
لقد سهلت المهمة تماما عن ذي قبل، وما علينا إلا أن نبدأ بالقراءة. فلن تتقدم أمتنا إلا بالرجوع إلى الأمر الإلهي " اقرأ "، وجعله شعارا لنا في حياتنا. أما بدون ذلك، فسوف نظل أمة جاهلة تتسول العلوم من غيرها من الأمم.