صـرخه مــختلف .. !

;















من أيام كنا صغارا وكانت الدنيا في أعيننا جميلة بكل ما فيها



فقطعةُ حلوى تسعدنا ولعبةٌ صغيرةٌ تنعشُ قلوبَنا وكم كنا نفرح إن يوماً

برحلةٍ بريةٍ أو بحريةٍ خرجنا

كانت الدنيا في أعيننا عبارة عن ساحة للعب واللهو والأكل والشرب

ولكننا كنا ننتظر بفارغِ الصبر أن نكبر ونحيا كما يحيا الكبار

فلقد كنا نظنهم وقتها سعداء بما لهم من سلطة وبما معهم من مال

وكنا نرى أنهم الأقوى والأكبر وأنهم يملكون الكثير وسرعان ما مرّت الأيام بنا

وكبرنا وبدأت الحياة العمليّة وإنتهت مرحلة النظريات الجميلة التي كانت ترسمها طفولتنا لنا وكنا نصدقها









وهاهي الدنيا تكشر لنا عن أنيابها وبدأت الأمواج العاتية تضربنا وعلينا أن نحسن الإبحار وإلا كان الغرق مصيرنا



ونصيبنا فيها فهنا لا حياة لضعيف ولا لمختلف

مختلف

مختلف

مختلف

مختلف كلمة استوقفتني فهل إستوقفتك انت أيضا ؟؟؟؟












إنها تتكلم عن كل من لم يكن كالآخرين




هل انت مختلف أم أنك كالآخرين ؟؟؟؟




وإليكم صرخة مختلف













أنا هنا هل ترونني ؟؟


أنا من إمتلكت كثيرا مما تمتلكون

ولقد أحسنت فهم ما تفهمون

ولقد أجدت التعبير عما أشعر وتشعرون

وأنا هنا تفوقت مع المتفوقين

وأيضا تعلمت الكثير من المتعلمين

ولم أترك الإجتهاد يوما وركبت ركب المتميزين

فلماذا لم يلفتكم أو يشدكم كل هذا بل كل ما رأيتموه مني

النقص الذى يعترينى فى شخصيتى او افعالى او افكارى او خلقتى


بعد هذه الصرخة المدوية هل تمنيت أن تكون مختلف ؟؟؟



بعد سماعي لهذه الصرخة وشعرت بعميق ما يشعره المختلف


وعلمت أن الأمر موجع جدا وتيقنت أنه يجب عليّ وعلى الجميع

محاولة تغيير هذا المفهوم حتى ينعم الجميع بالراحة والسعادة

فأردت أن يكون لي نداء أوجهه للطرفين

للمجتمع صاحب الأفراد المرضى الذين يفكروا بقصور وجهل

وللضعفاء من المختلفين

أما الأقوياء من المختلفين فمنهم نتعلم

ومنهم نريد المساعدة فنحن نحتاج في هذه الحملة لمثقفين ولأناس تحدوا الضعف

نريدهم معنا ليعطوا دروسا في الصبر وإستغلال الإمكانيات وصنع المعجزات

وليكونوا مثلا يحتذى ومنارة لكل من أراد أن يصل رغم كل المعوقات











لك يا مجتمعي المريض بأفكارك العمياء الجهلاء أقول



لا تقتل هؤلاء الأحياء وأنصفهم بما ترى من جمال أرواحهم

وأجبني لماذا لا ترى منهم سوى ما يدعوك لإنتقاصهم

دعهم يعبّرون عن أنفسهم بنجاحاتهم ولا تقيدهم بالفشل الذي حكمت به عليهم

وأبعد عنهم أقزامك الذين لم يساعدهم قصر نظرهم لرؤية هممهم العالية

ووأعطهم حق التحرك من غير قيود وسلاسل وأنر طريقهم بدل من إظلامها عليهم

ولا تترك سهام الغدر تصيب قلوبهم الطيبة وأمنحهم شهادة ولادة جديدة تثبت أنهم بلا نقص أو إعاقة او أي إختلاف

وسترى منهم العجب العجاب وستتغير بهم وسيغيرون فيك وسيفعلون ويتفاعلون فتنهض ويسعدوا








وأما أنتم يا من أوقفتكم الكلمات وقطعت آمالكم اللمزات وباعدت بينكم وبين أحلامكم وآمالكم النظرات


قد خسرتم وقد دفعتم الكثير من الأثمان وستندمون وستُقتلون ولن يسأل عنكم لا صغير منهم ولا كبير

فكم أتمنى أن تبيعوا جهلهم بوعيكم وأن تدفعوا ضعفهم بقوتكم وتصنعوا أكبر نجاح وتعلموا أن الله إختاركم

لما يحب ويرضى فلا تيأسوا وأقبلوا على الحياة بأمل ورضى وحب يكسر حواجز الألم وإصنعوا الإبداع



..