قراءة القرآن قراءة سليمة في نطق الحروف والحركات أمر مطلوب عند تلاوة كتاب الله، وكذلك إخراج الحروف من مخارجها وتوضيح الصوت عند القراءة بحيث يعرف السامع ما هي الكلمة المقروءة فلا بد لقارئ القرآن أن يراعي ذلك ويرتل القرآن قال تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) [المزملـ 4]، ويلزمه ذلك عند إمامته لغيره أو تعليمه القرآن لمن يستفيد منه، وهذا يحتاج من قارئ القرآن إلى التعلم للقراءة السليمة، وتعلم أحكام التجويد وتهيئة نفسه للتفاعل مع ما يتعلمه وتطبيقه والمران على ذلك وكثيرا ما سمعت شيخي في التجويد الشيخ محمود الحجري يردد هذا البيت في التجويد:
وليس بينه وبين تركه إلا تحريك امرئ لفكه
أي بين التجويد وتركه تحريك الحنك واللسان حتى يصبح نطق الحروف واضحا وصحيحا ويصبح لسماع القرآن تأثير في السامع، والمسألة وسط فلا ينبغي التكلف في القراءة وإخراج الأحرف بشق الأنفس، وأيضا لا يفرط في هذا العلم الشريف ويقرأ القارئ بحسب ما يأتي معه، والقرآن سماعي لا بد من تلقيه عن قارئ يحسن قراءة القرآن حتى يكون النطق بكلماته صحيحا، ومن الملاحظ على بعض القراء المبالغة في إظهار الغنة وقد ذكر علماء التجويد مواضع الغنة، والغنة لغة صوت له رنين، واصطلاحا صوت له لذيذ له رنين مركب في جسم الميم والنون، وبعض القراء يبالغ في المد بإطالة يجمل بها صوته ومن أراد مراعاة الأفضل فليقرأ على مجود للقرآن ويتعلم منه أحكام التجويد وهو مأجور على ذلك وفي عبادة لأن علم التجويد يتعلق بكتاب الله، أما الذي لا يسمح به عند القراءة للقرآن فهو (اللحن الجلي) واللحن ينقسم إلى قسمين:
1ـ اللحن الجلي الواضح وهو تغيير الحركات بأن يجعل الكسرة فتحة والضمة كسرة، فهذا اللحن لا يسمح به لأن الخطأ في الحركات يؤدي إلى تغيير المعنى، ومن يلحن لحنا جليا لا يسمح له بإقامة المصلين.
2ـ اللحن الخفي، وهو عدم تطبيق أحكام التجويد كأحكام النون الساكنة والمدود وغيرها، وهذا أهون من الأول لأن القارئ قراءته صحيحة ولم يتغير المعنى لكنه خالف الأولى والمسلم يطلب الكمال في دينه، لأن في ذلك قربة إلى ربه وخاصة ما يتعلق بكلام ربه القرآن العظيم.
رزقنا الله تلاوته وحفظه والعمل به فإنه خير زاد للآخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.