المرض الصامت (تأملوها جيدآ)
•• المَرَضُ الصَّامِتُ ••
مرض لا ترى له ملامح و لا تشعر له بأعراض ، مرض تسري آثاره على النفس ببطء و هدوء ورَوِيّة !!!
إنه مرض "إِلفُ النّعمة" ..
أن تشعر بأن ما معك وما فيك و ما حولك هو لك ، وجزء من تكوينك !!!
فتشعر انك ترى لأنك ولدت بعينين .. و تسمع لأن لك أذنان .. و تشترى لأنك تملك المال .. و تتحدث لأنك قادر على التعبير !!!
أن تذهب للتسوق و تضع ما تريد في العربة و تدفع التكلفة و تعود لمنزلك .. لأن هذا حقك في الحياة !!!
أن تشعر بالجوع فتفتح الثلاجة و تأخذ مما فيها بهدوء و تأكل و تشبع بتلقائية .. و كأن هذا هو ما يجب أن يكون !!!
أن تألف نِعمَ اللهِ عليك و كأنها ليست بِنِعَم بل حق مكتسب !!!
فإذا أَلِفْتَ النعمة .. صرت تأكل دون أن تذكر من بات جائع أو من يملك الطعام و لا يستطيع أن يأكله و تحمد الله !!
اصبحت ترى و تسمع و تتكلم و لا تتذكر من فقد تلك النعم فتحمد الله !!
أن تتسوق و تدفع مشترياتك و تعود للمنزل دون أن تحمد الله على نعمة المال والامتلاك و البيت الذى فيه تنام !!
كَثِيرًا مَا نَشْعُرُ أَنَّ المَنْعَ اِبْتِلَاءٌ ، وَتُنْسِيْنَا الحَيَاةُ أَنْ نَشْعُرَ بِنَعَمْ المُنْعِمُ .. فَالرِّزْقُ لَيْسَ زِيَادَة مَا عِنْدَكَ .. وَلَكِنْ الرِّزْق فِي أَنَّ عِنْدَكَ مَا عِنْدَكَ.
فلا تجعل الحياة تُرغمك أن تألف النعم .. بل أرغم أنت حياتك أن تألف الْحَمْد.
اللهم كما رزقتنا النعم فارزقنا الشكر على النعم ، واجعلنا حامدين شاكرين ، نقدر نعمك علينا ما أحييتنا ، واعصمنا من أن نألفها أو أن ننساك.
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
(وأما بنعمة ربك فحدث)
#مما راق لي