"نحن نعيش في عالمٍ عادل .. ما تفعله اليوم.. ستناله غداً"
- A ثم C ثم B ومرة أخرى B
- ........
- بعدها يأتي نمط متسلسل A , B , C , D
- .....
- وبعدها- ….
- يوكي، ألا بأس حقاً بأن تحفظ ترتيب الإجابات فحسب؟! قد يتغير ترتيب الأسئلة أو ما شابه ..
- ذلك العجوز لن يتعب نفسه بفعل شيء كهذا..
- لقد حصلنا على الأسئلة بالفعل، ابذل بعض الجهد في حفظ الإجابات على الأقل!!
- ألا تراني أبذل جهدي ... C و C بعدها D ... دعني أركز الآن!
- كما تشاء =="
حسناً، أمضينا أنا ويوكي الليلتين الماضيتين في حل بعض المسائل التعجيزية ومن ثم حفظها، لذا إن حدث وتغيرت الأسئلة فستكون نهايتنا حتماً. أجواء السكن ليس هادئة كما اعتدتها، فيبدو أن الكل مستيقظ بلا استثناء، حتى أن بإمكاني سماع أصوات الذين يدرسون في الغرف المجاورة.
أمام طاولة الدراسة تلك الموجودة على الأرض، جلسنا أنا ويوكي متقابلين، نراجع أسئلة الاختبار بهدوء، يبدو أن يوكي قد غير من تسريحة شعره قليلاً، فقد رفع كل شعره البني إلى الأعلى مظهراً كل ملامح وجهه على غير العادة التي جرت وأن يتركه حراً كما هو عند استيقاظه من النوم.
رفعت عيني إلى الساعة لأجدها قد رست على الثامنة والنصف، أنزلت الأوراق من يدي ونظرت إلى يوكي المندمج في المراجعة وبهدوء قلت:
- هيا، إنها الثامنة والنصف
- بهذه السرعة ...
أنزل يوكي بدوره أوراقه، ارتدينا معاطفنا وخرجنا إلى الممر، لنصادف باب غرفة آلن المفتوحة والتي اجتمع فيها الجميع، أيامي يقوم بشرح مسألة لكارل وكل المجموعة يستمعون إليه باهتمام حتى أنهم لم يلحظوا دخولنا:
- كما قلت، عندما يطلب منك إيجاد المنوال للمجموعات المحددة بفئات فيجب عليك أن ...
- من أين أتى الرقم 5 هذا..
- آلن أنا أشرح لكارل وليس لك، لذا شاهد بصمت فقد شرحت لك هذه المسألة ثلاث مرات يوم أمس ومشكلتك إن لم تفهمها!
- أنت لا تجيد الشرح أصلاً ~
- هلَّا صمت..!
- صباح الخير يا شباب ..
- أوه، روي متى دخلت؟!
- للتو فقط .. نصف ساعة ويبدأ الاختبار.. يجب أن نذهب ..
فور أن قلت تلك الجملة شعرت بهالة اكتئاب شديدة تعم أرجاء الغرفة، تلك العيون الساهرة بقيت تحدق بي في حزن عميق:
- م-ماذا بكم؟!
- سنرسب!!
- ما الذي تقوله كارل، إنه اختبار المنتصف فقط، لا حاجة لأن تتشاءم هكذا..!!
- كارل محق.. نحن راسبون بنسبة 99.99% .. لكن لا بأس، سنعيد المادة في الصيف ~
- تفاؤلك يا آلن يصيبني بالغثيان.. بصراحة، لقد اكتفيت من هذا الكلام الذي ظللتم تكررونه طوال الليل، لمَ تتعبونني بالشرح إذاً؟! سأذهب إلى قاعة الاختبار الآن..!
- انتظر أيامي، أكمل شرح هذه النقطة فقط!!
- لا وقت، كما أن لا وقت كافٍ لفهمها، اتركها للحظ ~
- أرجوك، لسنا عباقرة مثلك!
- بالطبع، أنتم مجرد حفنة من الفاشلين، حريّ بكم أن تتركوا كل الأسئلة للحظ كما قال أيامي ~
التفتنا جميعاً إلى يوكي الذي اتكأ على باب الغرفة، يرمق الجميع بنظرة ساخرة، وقف سايمون بغضب وبدءا الجدال كالعادة:
- من يسمعك يظن أنك عبقري هذا الزمان! أنت أيضاً حريَّ بك أن تعتمد على حظك العاثر!
- هوووووه~ سنرَ من يمتلك الحظ العاثر عندما تظهر النتائج ..
|بعد جدال استمر بعض الوقت|
- عشر دقائق ويبدأ الاختبار
- هــاه..؟
نظرنا جميعاً في صدمة إلى أسوكا الجالس أمامنا بهدوء:
- لمَ لم تنبهنا قبلاً؟!!
- أتساءل ...
- تــباً.. يجب أن نسرع..
- أيامي إن أتت هذه المسألة في الاختبار فـأخبرني إجابتـ .. هاه؟ أين أيامي؟!
- لقد خرج منذ مدة بالفعل..
- كيف لم نلاحظ ..
- هذا يكفي حقاً .. هيا لنذهب!
ممرات السكن كانت خالية من الطلاب تماماً - باستثنائنا طبعاً - بقينا نركض كالمجانين، محاولين الوصول إلى القاعة قبل بدأ الاختبار:
- أكان يجب أن تتجادلا الآن؟!
- ........
- ........
- شباب لنأخذ مقاعداً بالقرب من بعضنا .. أرجوكم إن طلبت المساعدة من أحدكم فهذا يعني أني في حالة يرثى لها..!!
- هذا إن وجدنا مقاعد خلفية يا آلن، لابد أنها قد حجزت كلها .. بل لابد أن جميع الطلاب في القاعة الآن ..
- أنا لن أساعد أحداً .. لكني سأفكر بالأمر إن دفعتـ - ...
- أعلم أنك لن تساعد بدون مقابل .. لذا اطمئن سأدفع لك!!
- حسناً إذاً، أخبرني برقم السؤال وأنا سألمس أزرار معطفي.. بدءاً من الزر الأعلى إلى A, B, C ,D ، لكن لا تسألني قبل نهاية منتصف الوقت، وأيضاً احرص أن تكون في مكان يمكننا رؤية بعضنا منه ..
- فهمت، تبدو طريقة فعالة..
- بالتأكيد هي كذلك، إنها من اختراع حضرتي بعد كل شيء! وفوق ذلك إن حدث ولاحظوها فستحاسب أنت فقط..
- نرجسي كالعادة، بالمناسبة أتظن أن كل الاختبار اختيار من متعدد؟!
- أجل، بعض الطلاب قالوا هذا .. لنأمل أن يكون صحيحاً.. إذاً حد بالضبط كم ستدفع ..
- توقفا عن عقد الصفقات حتى وأنتم تركضون..!!
- القاعة 209 ها قد وصلنا ..
|صدمة جماعية|
- يا - يالها من قاعة ضخمة ..
- معدتي بدأت تؤلمني .. أشعر بتوتر شديد ..
- فقط .. كم عدد الطلاب المتواجدين هنا يا ترى..
- بل لنقل كم عدد الراسبين ..
- لا حاجة لأن أحضر الاختبار، ليعتبروني راسباً ..
- أنا أيضاً..!
كانت هذه المحادثة التي جرت بين كارل وآلن، لا ألومهما.. فقد تفاجأنا جميعاً بحجم القاعة الضخم، وكأنها قاعة رياضية.. وفوق ذلك مكتظة بالكثير من الطلاب الذين تحولت همساتهم فيما بينهم لتصبح أشبه بطنين النحل، حوالي 40 عضو تدريس منتشرون في أنحاء هذه القاعة الضخمة..
- المهم أن تكييف القاعة جيد .. يمكنني التركيز على الأقل..
- ×__×
"أنتم الواقفون أمام الباب، بسرعة ادخلوا .. واجلسوا في أي مكان.. هواتفكم تحت المقاعد.. أي محاولة للغش عقوبتها الرسوب في المادة.. مدة الاختبار ثلاث ساعات فقط، جميع الأسئلة اختيارية والحل يكون بالتظليل في ورقة التصحيح الآلي"
دخلنا مباشرة بعد تنبيه المراقب، لحسن الحظ وجدنا مجموعة كراسي فارغة قربة من بعضها، جلست في مقعد بجوار النافذة ويوكي أمامي مباشرة، يوازينا آلن في العامود المجاور لنا أمامه كارل، أما أيامي فقد لمحته في جانب القاعة الآخر.. مسترخياً بعكس جميع الطلاب، فور أن جلسنا في مقاعدنا بدأ توزيع أوراق الاختبار.. كنت أنتظر الأوراق بتوتر. وما إن وصلت إلى يدي، حتى تصفحتها بسرعة..
"الحمد لله، إنه نفس النموذج الذي حصلنا عليه"، رفعت عيني إلى يوكي الذي أخفض كتفيه بارتياح هو أيضاً، حسناً يمكنني الحل بكل هدوء الآن..
لم تمضِ سوى عشر دقائق من بداية الامتحان حتى رأيت يد يوكي تخرج قطعة ورق صغيرة من شعره، لقد نسي ترتيب الإجابات على ما يبدو كما قلت له، ولكنه قد أخذ احتياطاته!
|بعد ساعة ونصف|
"انتهى نصف الوقت، من يريد تسليم ورقته فليرفع يده"
لم يرفع أي مخلوق في هذه القاعة يده، بل على العكس تماماً، بدأ الجميع بخلع معاطفهم، رفع شعورهم، تشمير أكمامهم، كما أن العديد قاموا بمسح عرقهم أو لنقل دموعهم!! بدت حالة الجميع مزرية بالفعل، شيئاً فشيئاً، بدأ بعض الطلاب تسليم أوراقهم، متمتمين بأسمى عبرات السب واشتم!! سمعت صوت بكاء في المقد الذي ورائي مباشرة، التفت سريعاً لأجد فتاة ذات شعر أسود طويل، قد انهارت بالبكاء على ورقتها .. مسكينة!
- يوكي.. أوي يوكي!! الفقرة العاشرة ..
ها قد بدآ بالفعل كما اتفقا قبل دخولهما القاعة ب5 دقائق! آلن يهمس برقم السؤال ويوكي يشير إلى اجابته بلمسه إحدى أزرار معطفه.. فور أن انتهيا من مساعدة بعضهما رفع يوكي يده ليسلم الورقة فهمست له بسرعة "أعطني الإجابات كي أراجعها" وفي حركة سريعة رما لي الورقة وفوراً رميتها على مكتب الفتاة الموجودة خلفي.. آمل أن تنتبه لها!
انتظرت قليلاً ثم رفعت يدي أنا الآخر ليتوجه المراقب لي على الفور.. سلمت ورقتي وخرجت من القاعة.. توجهت لكافتيريا السكن من أجل تناول الإفطار وانتظار البقية..