كما ينبغى أيضا توعية الحامل بتجنب التعرض للعدوى ببعض الأمراض المعدية التى تؤدى إلى تشوه الأجنة، خاصة فى أثناء الأشهر الأولى من الحمل.
وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للأمهات الحوامل منذ بداية الحمل، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة التى يمكن عن طريقها تشخيص التشوهات الخلقية وتقييم أثرها على الجنين، وتقديم المشورة الواعية للزوجين المبنية على الدليل العلمى الصحيح.
حساسية الجنين للتشوه
ويضيف الدكتور محمد عبد الحميد أستاذ علم الأجنة ورئيس قسم العلوم البيولوجية بكلية التربية جامعة عين شمس أن حساسية الجنين النامى للعوامل التى تسبب تشوهات خلال مدة الحمل، ففى فترات حرجة معينة يكون الجنين أكثر حساسية وسريع التأثر للعوامل المسببة للتشوه وأشدها تقع بين الأسبوع الثالث والثامن من الحمل، وهى الفترة التى تكون فيها أعضاؤه الرئيسية ومناطق الجسم المختلفة قد تحددت.
وتميل الأعضاء التى تتكون مبكرا مثل القلب، لأن تكون حساسة لمسببات التشوه فى مرحلة مبكرة مقارنة بتلك التى تتكون بعد ذلك مثل أعضاء التناسل الخارجية، وتظهر بعض الأعضاء شديدة التعقيد فى تركيبها مثل المخ ومعظم أعضاء الإحساس فترات طويلة من الحساسية لهذه التشوهات.
ويوضح الدكتور على المكاوى أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة أن هناك عاملا اجتماعيا رئيسيا يؤدى إلى تشوه الأجنة وهو تأخر سن الزواج نظرا لأن الحمل يكون فى نهايات مرحلة الخصوبة عند المرأة.
فإذا كانت الخصوبة تتراوح ما بين سن 15 إلى 39 وزواج الفتاة أصبح ما بين 25 إلى 30سنة، فإن احتمالات الحمل يكون فى أواخر فترة الخصوبة مما يعرض الجنين للتشوه، وبعد الولادة يعانى تشوهات وأمراض التخلف العقلى، والطول غير العادى والميول العدوانية ضد المجتمع، ومن الملاحظ أن 40% من حالات التشوه تولد لسيدات فوق سن الأربعين.
كما أن هناك العديد من التأثيرات الاجتماعية للجنين المشوه، مثل أن تفقد الأسرة خاصة الأم الأمل فى إنجاب طفل سوى، مما يؤشر سلبا على حالتها النفسية وينعكس بشكل فسيولوجى أو عضوى يعوق الحمل فى المستقبل، ذلك إلى جانب ارتفاع التكلفة الاقتصادية لعلاج الحنين المشوه بعد ولادته مع ضعف الأمل فى السلامة الكاملة نفسيا وبدنيا وعقليا.
وتزداد حدة المشكلة مع تدنى الأوضاع بين الفقراء وعجزهم غالبا عن تدبير أمورهم المعيشية، كذلك زيادة الإنفاق الحكومى على مواجهة حالات الإعاقة، بالإضافة إلى ندرة المتخصصين فى هذه المجالات فعل سبيل المثال فإن حالات التخاطب فى المجتمع المصرى يصل معدل الخدمة فيها إلى أخصائي واحد لكل 350 حالة بينما فى البلدان المتقدمة 1: 2.
كما أن من النتائج الاجتماعية لولادة طفل مشوه هو عجز الأم على القيام بدورها كربة منزل وزوجة وأم ويمكن أن تكون عاملة أيضا فتتعرض الأسرة بالتالى للتفكك، كذلك زيادة العبء النفسى والبدنى على الأسرة فى تأهيل طفل معاق، فى ظل مجتمع لم يهيأ التهيئة السليمة لقبول هذه الفئة وحسن التعامل معها.
وكذلك فإن وجود طفل معاق أو مشوه بالأسرة يؤدى لانصراف الشباب عن الزواج بإحدى بنات هذه الأسرة ، وذلك خوفا من امتداد تأثير العوامل الوراثية وتكرارها عند ثمرة هذا الزواج، كذلك فإن المجتمع المصرى يحرص على فرز الفتيات عند اختيارها للزواج فلا يكون لدى المرغوب فيها عيب خلقى أو تشوه أو مرض وراثى.
تجنب تأخر الزواج
ويوضح الدكتور المكاوى ، أنه لتجنب زيادة حالات تشوه الأجنه لابد من حملات توعية متتالية للحد من تأخر سن الزواج ، وخاصة بالنسبة للمرأة، لأن الزواج المتأخر يسبب تشوه الأجنة فى نهاية فترة الخصوبة، وإذا كان الزواج راجعا إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والقانونية.
فإن المسؤلية تتوزع على الأجهزة الحكومية الإعلامية والتربوية والاقتصادية والقضائية، علاوة على القطاع الأهلى والمجتمع المدنى ومؤسساته والأسر المصرية ككل، والحد من خطورتها على المجتمع كل ذلك إلى جانب الحفاظ على البيئة من كل أنواع التلوث ، والتوسع فى مكاتب فحص الراغبين فى الزواج من الرجال والنساء و توعية هؤلاء جميعا بضرورة هذا الفحص من أجل صحة الابناء وسلامة الأسرة والمجتمع ككل.
ولتكن هذه الفحوص مجانية فى البداية جذبا للجمهور وإقناعا له، على أن تتحمل تكاليفها وزارة الصحة. وأن يتم تسجيل حالات الزواج للأقارب والمتأخر للمرأة بالمراكز الصحية فى الحضر غالبا وفى الريف إلى حد ما، حتى يمكن توجيه الرعاية الصحية لها، وتسخير إحدى القنوات التلفزيونية ولتكن قناة الأسرة والطفل للتوعية الدائمة بهذه المخاطر، من خلال استضافة أطباء أكفاء يوضحون الحقائق العلمية والطبية للجماهير.
إلى جانب تضمين بعض المقررات والمناهج التعليمية فى المدارس معلومات طبية وعلمية خاصة فى مواد البيئة والمجتمع، أو علم النفس والاجتماع أو علم الأحياء، مما يساعد على توعية الطالب بمخاطر تشوه الأجنة، والعيوب الخلقية والأمراض الوراثية ودور البيئة فيها حتى لا يقع ضحيتها فى المستقبل.
عوامل أثناء وحوالى عملية الولادة Natal & perinatal.
عوامل بعد الولادة.
أوائل الطفولة وفترة النضوج قبل المراهقة.
أ- ففى مرحل الحمل يمكن أن تحدث العوامل التالية:
أمراض الأم العامة: (كالبول السكرى وارتفاع ضغط الدم والتعرض للإشعاع وأمراض الغدة الدرقية والزهرى ، والتسمم بالعقاقير الضارة للجنين).
ظروف الام الحامل : (مثل كبر عمر الام الحامل ، و أمراض الحمل السابقة كتسمم الحمل والإسقاط ، واضطرابات تفاعلات فصائل الدم blood groups.
سوء التغذية ، التى ثبت أنها تؤثر على نمو خلايا الدماغ والمادة الحشوية والغلاف النخاعى ، ويكون تأثير سوء التغذية على اشده فى النصف الثانى من الحمل أثناء النمو السريع للجنين والنتيجة هى انخفاض الذكاء وظهور عاهات مختلفة.
الحميات الفيروسية التى تتعرض لها الام ، إذ ثبت أن حمى الحصبة الألمانية German Measles والتهاب الكبد الوبائى Infective Hepatitis ، والأنفلونزا وغيرها ذات تأثير سئ جدا على الجنين أثناء الأشهر الثلاثة – وحتى الأشهر الخمسة الأولى.
ب - وفى أثناء الولادة تؤثر الأسباب التالية:
الطفل السابق لأوانه(المبتسر) Premature Infant.
الطفل المتأخر أوانه infant Post mature.
الولادة السريعة او الطويلة Precipitate or Prolonged Labour.
أمراض المشيمة.
ج- حوادث الولادة الحديثة:
اليرقان.
كبر حجم الجمجمة.
قلة الأوكسجين.
الالتهابات الحديثة.
د- أمراض وحوادث الطفولة إلى ما قبل البلوغ:
الحرمان الحسى العضوى الشديد (كالعمى والطرش).
الحرمان الحسى المحطيى (عندما تكون الأسرة خاملة جامدة..)
الاضطرابات النفسية والعقلية (التدليل ، الحرمان من الأم ، الكآبة ، الفصام).
الإصابات الشديدة على الرأس (الرجة الدماغية).
اضطرابات التكلم والقراءة.
التهابات الدماغ والسحايا.
الاضطرابات الكيماوية – الحيوية فى الجسم ، والسموم المختلفة.
أعراض التخلف العقلى:
من التعريف الموجز الذى طرحناه فى أول الفصل نجد أن التخلف العقلى يميز بصفتين أساسيتين هما: قلة الذكاء ، وعدم القابلية على التكيف الاجتماعى والفكرى .ولكل صنف ونوع من أمراض التخلف العقلى أعراض تميزه عن المرحلة التى تسبقه أو تليه ولكن معامل الذكاء وحده لا يصلح كقياس ، لان عامل التكيف يؤثر فى إنتاجية وسلوك الطفل المصاب. فالطفل ذو معامل الذكاء(50) قد يبدوا اكثر تكيفا وأداء من طفل آخر معامل ذكائه 65. أما الأعراض الإكلينيكية بصورة عامة فهى:
فى المعتوه يكون الطفل دون حول أو قوة ولا يستطيع حماية نفسه من الأخطار ، ولا ينطق إلا ببضعه حروف وكلمات ، ولا يكترث بالألم او يميز من حواليه ويمكن تعليمه على إطعام نفسه بنفسه.
فى الابلة: يكون المصاب عاجزا عن تحصيل رزقه ولكنه يستطيع حماية نفسه من المخاطر الجسمية: يتكلم اكثر من المعتوه ، ويفهم بعض الأوامر البسيطة ، ويميز الأوقات والألوان ويمكن تعليمه على ارتداء ملابسه وعلى الكنس والغسل.
ضعيف العقل: له قابلية التكيف البسيط ، ويتمكن من تحصيل رزقه فى ظروف مريحة ومهيأة ويمتلك قابلية لغوية بسيطة ، ويحمى نفسه من الأخطار ويقوم بعمليات حسابية أولية ويمكن تعليمه القراءة البسيطة والكتابة والعادات الاجتماعية المقبولة.
[
الولادة المبكرة
إذا كان وزن الوليد اقل من الطبيعى
أمراض التخلف العقلى
التخلف العقلى ظاهرة مرضية تنشأ عن مختلف الأسباب وتؤدى إلى مختلف الأمراض وقد أطلق على هذه الأمراض وأعراضها أسماؤها الخاصة التى تدل عليها. وهى تنقسم إلى مجموعتين كبيرتين:
2- الأمراض ذات المنشأ الثانوى (أو المكتسب).
وسنذكر هنا بعض هذه الأمراض:
المنغولية Mongolism
الانتشار: يدعى المرض أيضا باسم (لزمة داون) Down’s Syndrome ويحدث بنسبة 1 لكل 600 – 700 من الولادات.
أنواعه: ينقسم إلى نوعين بالنسبة إلى ترتيب الكرموسومات
الرسم الطبيعي للكروموسومات....
ولأجل احتساب احتمال إصابة الأطفال الاخوة بنفس المرض ، فأن كل مجموعة منغولية تختلف عن الثانية. إلا انه يمكن انه يمكن بصورة تقريبية تقدير الاحتمال بالطريقة التالية: "كل أبوين ولد لهما طفل منغولى وليس لهما أقارب منغوليين ، فان احتمال ولادة طفل منغولى آخر يكون بنسبة 1-2% بغض النظر عن عمر الام"
الأسباب:
من الأسباب التى اكتشفت حديثا كعامل مسبب فى عدم انتظام الكروموسومات أو تعددها هى: التهاب الكبد الوبائى للأم ،وقد اعتبرت الإشعاعات (الذرية وأشعة اكس) كسب محتمل آخر لحدوث المنغولية.
الأعراض والعلامات:
تكون الجمجمة صغيرة ومكورة ، والوجه والمؤخرة مسطحين وفتحة العينين ضيقة ومنحدرة إلى الداخل والأسفل (كالجنس المغولى) وتكون الأطراف قصيرة والجهاز العضلى ضعيف. وللمنغولى مقاومة ضعيفة تجاه الالتهابات والأمراض وهو لذلك يتعرض للإصابة بشتى الالتهابات الجلدية والصدرية.
التغيرات المرضية:
يكون الدماغ بسيط التركيب وقليل النضج وخاصة فى الفصين الجبهيين وجزع الدماغ والمخيخ. ويكون اكثر المنغوليين من ذوى التخلف العقلى الشديد ويصل قسم قليل منهم لدرجة التخلف العقلى البسيط ،ويمتازون عموما بميل إلى الموسيقى واللحن والجماعة والمرح ويمكن تشغليهم فى الأعمال البسيطة.
المصير:
ارتفعت نسبة الأحياء من المنغوليين بسبب تقدم العلاجات الحديثة ويكبر البعض ويصل إلى ما بعد مرحلة البلوغ والشباب.
صغر الدماغ Microcephaly
كثير من المتخلفين عقليا تكون لهم جماجم صغيرة إلا أن صغر الجمجمة فى هذا المرض هو حالة خاصة ومعينة من صغر محيط الجمجمة يقرره جين وراثى مستتر.
طفل مستتر.....
الأسباب:
ليس صغر الجمجمة سببا فى صغر حجم المخ داخلها ولا التحام عظامها المبكر بل إن السبب الحقيقى يكمن فى عدم نضج مادة الدماغ ذاتها.
العلامات:
الرأس صغير جدا ولا يتجاوز محيطه الـ 7 بوصة فى دور البلوغ ، والجمجمة واطئة ورفيعة والجبهة منحدرة والمؤخرة مسطحة. وبالإضافة إلى التأخر العقلى الشديد قد يصاب الطفل بالشلل. ويميل الطفل إلى اللعب والمرح والمزاح وكثرة الحركة.
التغير المرضى: يكون الدماغ خفيف الوزن مع ضمور فى حجمه العام وعلى الأخص فى الفصوص الجبهية والصدغية والقفوية وتكون الخلايا الدماغية قليلة وغير متكاملة.
التضخم الدماغى Megalocephaly
وهنا تتضخم المادة البيضاء للدماغ فيكبر حجمه العام دون أن تكثر عدد الخلايا ويصاب المريض بالارتخاء العضلى والتشنجات والارتعاش والعمى والصرع والتأخر العقلى. وينتقل المرض كصفة مستترة.
التأخر العقلى الناتج عن اضطراب التمثيل الغذائى
ويشمل مجموعة من الأمراض التى يمكن اعتبارها أمراض أولية تتميز بوجود أحماض أمينية شاذة فى البول التى تحـد من تمثيل البروتينـات من قبل الدماغ وأحداث النقـص العقـلى. ومن أمراضها المهمة:
مرض (فينل كيتون يوريا) :
وينشأ المرض عن الخطأ فى تمثيل وتحويل الحامض الأمينى الأساسى (فينل الانين) Phenylalanine إلى مادة (التايروسين) Tyrosine وعندئذ يتجمع ويتكاثر حامض الفنيل الانين ويتحول إلى مادة ضارة هى حامض (فنيل بايروفيك) Phenylpyruvic ويرجع الخطأ إلى فقدان أنزيم خاص يدخل فى تلك العملية التمثيلية. والسبب هو جين وراثى مستتر ويكون الطفل بادئ الأمر طبيعيا لكنه بتقدم الزمن تظهر عليه علامات المرض وهى التأخر العقلى وابيضاض البشرة واصفرار الشعر وازرقاق العينين (الطفل الأشقر فى العائلة السمراء) والصرع والحركات اللاإرادية فى الأطراف ، والالتهابات الجلدية.
ويتم التشخيص بفحص البول الذى يظهر تفاعلا خاصا مع محلول كلوريد الحديديك وبفحص الدم عن كمية (الفنيل الانين) بأجهزة الطيف الكيميائية وغيرها.
والعلاج يجب ان يبدأ بصورة مبكرة ولذلك يقتضى فحص كل وليد عن وجود المرض فى الأسابيع الأولى ويعتمد العلاج بالدرجة الأولى على تزويد الرضيع بحليب خاص لا يحتوى على بروتين الفنيل الانين وهو غذاء باهظ التكاليف ويستمر عدة سنوات.
تشخيص التخلف العقلى:
وجود بعض أو معظم الأعراض المرضية المذكورة آنفا ومنها التشوهات الخلقية.
وجود تاريخ موجب يؤيد حدوث أذى أو مرض فى أدوار الحمل والولادة وبعدها.
وجود تاريخ عائلى للنقص العقلى.
بإثبات وجود المواد التمثيلية الشاذة لبعض الأمراض فى الدم أو البول أو الإفرازات الأخرى مثل وجود أنواع الأحماض الأمينية السامة فى البول.
بإجراء اختبارات الذكاء المعروفة. ولكل مرحلة من النمو والعمر اختبارات مناسبة تبين لنا درجة ذكاء المتشبه به.
وبتقدم العلوم الطبية والفحوصات المعملية والأشعة اصبح بالإمكان التنبؤ بنمو الجنين وهو داخـل الرحم واحتمال وجود تشوهات خلقية وما يلحقها من نقـص عقلى ، وعلى سبيل المثال نذكر:
بأخذ عينة من سائل المشيمة Amniocentesis وفحص كروموسومات الخلايا السابحة فيه تم العثور على أنواع عديدة من أمراض التخلف العقلى Cytogenetics.
فحص بعض المواد الغريبة فى سائل المشيمة.
قياس حجم الجمجمة بطريق الموجات فوق الصوتية Ultrasonic.
علاج التخلف العقلى:
اكتسب علاج التخلف العقلى فى العقود الأخيرة حماسا واندفاعا بسبب اكتشاف بعض المواد العضوية السامة التى يمكن ملافاتها أو الوقاية منها للحفاظ على سلامة دماغ المولود ، وتعدى ذلك إلى الكشف عن وجود خلل بالكروموسومات فى الجنين.
ويتلخص العلاج فى الخطوات الأساسية التالية:
فى حالة الأمراض ذات المنشأ المعلوم يمكن منع أو تقليل أو وقاية المصاب من المواد التمثلية السامة (كما فى مرض فينل كيتون يوريا أو بإجراء عملية جراحية (كما فى استسقاء الدماغ).
إعطاء الأدوية المهدئة لمن يصاب بالذهان أو الاضطراب الحركى أو التهيج أو الاعتداء مثل الفاليوم والليبريوم واللارجاكتيل ، ومضادات الصرع لمن هو مصاب بالصرع.
تقديم الخدمات الصحية العقلية والاجتماعية فى مستشفيات خاصة أو مستوصفات نهارية أو عيادات رعاية الأطفال.
تقديم الخدمات التمريضية والتربوية والاجتماعية فى معاهد خاصة لذوى التخلف العقلى وفى دور حضانة أو مدارس خاصة حيث يجرى تعليم المصابين بمعلومات مناسبة وأولية من قراءة وكتابة وحساب وعادات اجتماعية وسلوك لائق.
التأهيل المهنى Occupational Therapy إى بتدريب ذوى التخلف العقلى البسيط على شتى الأعمال المهنية المناسبة فى مراكز وأقسام التشغيل Workshops والموجودة فى المستشفيات أو بصورة مستقلة ويمكن تدريب هؤلاء الأطفال على صناعة العلب والسجاد والنجارة والخياطة والتنظيف.وينسجم المصابون وتتحسن حالتهم العقلية بهذه الأعمال البسيطة كما انهم يربحون نصيبهم من الأتعاب. لذلك فان طموح ذويهم وتنكرهم لهذه الأعمال لا يجدى المجتمع شيئا لان الغاية هى إسعاد وتنظيم حياة المتخلفين وليس إشباع غرور وجهل الوالدين.
فى حالة عدم جدوى العلاجات السابقة يجب حجر المصابين فى مستشفيات خاصة وإزاحة العبء والشقاء عن ذويهم.
لا توجد أدوية خاصة ترفع من درجة الذكاء وقد ذكر أن حامض جلوتاميك Glutamic Acid ذو فائدة محدودة وقد لا يرتفع الذكاء اكثر من 5-10 درجات بعد سنة أو سنتين من العلاج به. أما العقار (اينسفابول) Encephabol فيزيد من سرعة العمليات التمثلية للخلايا العصبية وينبهها. ولكن لا يمكن البت فى تأثيره الفعلى على رفع الذكاء.
للوقاية من التخلف العقلى: يمكن الاستنارة بما توصل إليه الطب النفسى من كشوفات حول أسباب التخلف العقلى. وعملية الوقاية هذه تعتبر من اخطر واهم جهود الخدمات الصحية العامة.
ويمكن تلخيص الخطوات الوقائية بما يلى:
تعزيز جهود رعاية الأمومة والطفولة وتنظيم صحة الأسرة.
منع الأدوية الضارة عن الام الحامل والتى يثبت أو يشتبه فى ضررها على الجنين أو ذات المفعول السرطانى Teratogenic وتسهم منظمة الصحة العالمية W H O فى عملية تنوير السلطات الصحية العالمية بكل ما يستجد حول الموضوع..
محاولة الكشف عن المصابين لمساعدتهم بواسطة مراكز رعاية الأطفال النفسية.
محاولة اكتشاف وتشخيص التخلف العقلى منذ مرحلة الحمل وأوائل الولادة بالطرق التى سبق ذكرها. إن التشخيص المبكر يفسح المجال للعلاج السريع.
رفع المستوى الاقتصادى والاجتماعى يؤدى بصورة غير مباشرة إلى رفع المستوى الصحى للأم وأطفالها.
إن التدخل المبكر يحد من مشكلات النمو و السلوك عند الأطفال
إن مشكلات النمو والإعاقة عند الأطفال وخاصة الإعاقة العقلية هي مشكلات مزمنة تستمر مدى الحياة ولها تكلفة مالية واجتماعية كبيرة، إن المعلومات عن مدى انتشارها والعوامل المصاحبة لها يمكن أن ترشدنا للأولويات والأسس الواجب اتباعها عند التخطيط لمواجهتها، وحسب علمنا فإن مثل هذه الدراسة لم تجر من قبل لا في دولة الإمارات العربية المتحدة ولا في منطقة الشرق الأوسط.
اختيار عينة عشوائية مُمثلة للمجتمع مكونة من 694 طفلاً إماراتياً، من عمر 3 سنوات، وتم عمل تقويم لحالة هؤلاء الأطفال على مرحلتين، وذلك لتأكيد نسبة انتشار هذه المشكلة في المجتمع. ففي المرحلة الأولى تم استخدام مقياس دينفر لقياس تأخر النمو والتطور.
وكانت نسبة انتشار التأخر في النمو التطور هي 4,8% (CI: 6.4 - 10,7%) وباستخدام الاستبيان الخاص باكتشاف مرض التوحد كانت نسبة من يعانون أعراض التوحد 58 من كل 10 آلاف طفل، 85,0% (CI: 0,16 - 1.5%). وفي المرحلة الثانية تم استخدام طريقة التشخيص السريري، وقد تبين أن نسبة التأخر في النمو والتطور كانت (CI: 1.28 - 2.4% - 3.56) بينما كانت نسبة من يعانون من أعراض التوحد 29 لكل 10 آلاف 97,0% (CI: 0.0 - 0.79%) .
وقد تبين أن هناك علاقة بين تأخر النمو والتطور والمشكلات التي حدثت أثناء الحمل في الطفل، ضعف المستوى التعلمي للآباء، ضعف المستوى الاقتصادي للعائلة، وجود المشكلة بين أفراد آخرين في العائلة (التاريخ المرضي للعائلة)، والمشكلات الاجتماعية. وحسب استبيان Achenbach Child Behaviour Checklist للأطفال ممن هم بعمر 3-2 سنة، تبين أن %10,5 من الأطفال يعانون من مشكلات سلوكية وتبين أيضاً وجود علاقة بين المشكلات السلوكية وتأخر النمو.
وباستخدام استبيان Westerlund And Sundelin لقياس مشكلات اللغة وتأخر الكلام عند الأطفال وجد أن (%9. 9) من الأطفال لديهم تأخر في تعلم اللغة من بين هؤلاء (%6. 5) 45 كان لديهم مشكلة عامة في الكلام (في التعبير والفهم). وباستخدام التحليل اللوجستي وجد أن هناك عنصرين مهمين في ما يتعلق بمشكلات تطور اللغة عند الأطفال وهي جنسية الأم السابقة والدخل الشهري للعائلة.
إن حالات الأطفال من الذين يعانون تأخراً في النمو أو تأخراً في الكلام المكتشفة في هذه الدراسة لم تكن مشخصة من قبل، مما يعني غياب التدخل المبكر لعلاج هذه المشكلات. إن هذه الدراسة تعتبر أولى الدراسات المسحية لمشكلات النمو والتطور عند الأطفال، مما قد يؤسس لتطوير الخدمات العلاجية المناسبة لمثل هذه المشكلات، وتشير الدراسة إلى الحاجة لتطوير نظام شامل لاكتشاف ومعالجة مشكلات النمو والتطور عند الأطفال.
التطبيقات السريرية
إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أهمية التخطيط و التطوير لبرامج العناية الطبية للأطفال في دولة الإمارات وتقترح البدء بتطبيق نظام الكشف المبكر عن مشكلات النمو والتطور عند الأطفال، وكذلك توفير العلاج والتدخل المبكر لحل مثل هذه المشكلات، إن نظام الاكتشاف والعلاج المبكر لمشكلات النمو والتطور عند الأطفال يمكن أن يخفف من أثر هذه الإعاقة ويحد من تأثيرها النفسي والسلوكي على الطفل والعائلة والمجتمع.
نحن نعتقد أن في دولة الإمارات خاصة وفي الدول النامية بشكل عام عجزا كبيرا في الاختصاصيين في مجال تقديم الرعاية الصحية النفسية للأطفال. إن المعلومات عن المشكلات المصاحبة لمثل هذه الأمراض يمكن أن تزود الاختصاصيين بصورة واضحة عن إمكانية وجود المرض أثناء الكشف الروتيني على هؤلاء الأطفال.
إن إمكانية تحقيق ذلك يمكن أن تتم بعمل دورات تدريبية لأطباء الرعاية الأولية والممرضين والاختصاصيين الاجتماعيين والمدرسين والاختصاصيين الآخرين المرتبطين برعاية الأطفال في عمر ما قبل الدخول إلى المدرسة. ويمكن إنجاز ذلك بكفاءة أثناء الإجازات أو أثناء الفحص الدوري الذي يتم على الأطفال. إن مثل هذه المعلومات يمكن أن تعطي إجابات واضحة لحجم انتشار هذه المشكلة وتوقع نسبة الحالات المحولة إلى الاستشاريين، مما يفيد في تقدير الكلفة العلاجية لمثل هذه الحالات
الكثير من مشاكل الأطفال تحتاج للتدخل المبكر لعلاجها
قبل أن تستفحل وتصبح أمراضا ُ مزمنه تتسبب في إعاقة الطفل
وتكلف أسرته الكثير من الجهود المضنيه في البحث عن علاج
ناهيك عن التكلفه الماديه ....جميل نشر مثل هذه الدراسات
ليستفيد منها الباحثون والمهتمون بشؤن الطفوله ومراكز
الأبحاث والأطباء ,,,,وفق الله الجميع لخدمة الأطفال أينما كانوا